تأثير الولادة الطبيعية على المهبل يشغل بال الكثير من النساء. إذا كنتِ حاملاً أو تفكرين في الإنجاب بالتأكيد ينتابك الفضول حول تأثير الولادة الطبيعية وكيف يتغير المهبل بعد الولادة؟ ومتى يرجع المهبل لوضعه الطبيعي بعد الولادة مرة أخرى؟
كيف تؤثر الولادة الطبيعية على المهبل؟
يختلف تأثير الولادة الطبيعية على المهبل من حالة لأخرى. يشمل هذا التأثير بعض التغيرات التي قد تحدث بصورة طبيعية تختفي بمرور الوقت، ولكن على الجانب الآخر قد تسبب الولادة الطبيعية أيضاً بعض الأعراض المرضية التي تستلزم التدخل الطبي للتخلص منها.
من الطبيعي أن يتغير المهبل بعد الولادة؛ أثناء الولادة الطبيعية ينتقل الجنين عبر عنق الرحم إلى المهبل (ويسمى أيضاً قناة الولادة) الذي يتمدد ليسمح للجنين بالمرور من خلال فتحة المهبل. في بعض الحالات قد يصاحب خروج الجنين تمزق للأنسجة الموجودة بين فتحة المهبل وفتحة الشرج (منطقة العجان) أو قد يلجأ الطبيب لذلك للسماح بخروج الجنين.
يبدأ جسد المرأة الحامل في الاستعداد لهذه العملية منذ بداية الحمل عن طريق إفراز هرمونات الحمل التي تساعد في عملية الولادة وتخفف من تأثير الولادة الطبيعية على المهبل. أهم هذه الهرمونات:
- هرمون الإستروجين
يزيد هذا الهرمون من تدفق الدم إلى خلايا المهبل ليزيد من قدرته على التمدد خاصة في أثناء الولادة.
- هرمون الريلاكسين
يرخي هذا الهرمون الأربطة والمفاصل الموجودة في منطقة الحوض حتى يساعده في التوسع لاستقبال الجنين.
“اقرأ أيضاً: أسباب حكة المهبل“
تأثير الولادة الطبيعية على المهبل من المظهر الخارجي
تأثير الولادة الطبيعية على المهبل من المظهر الخارجي
تشمل أهم 3 تغيرات خارجية:
التورم وتغير اللون
معظم التغيرات التي تحدث في مظهر فتحة المهبل أو الفرج بعد الولادة تغيرات مؤقتة. قد يسبب الحمل أو الولادة حدوث تورم وتغيرات في اللون. قد تسبب الولادة القيصرية أيضاً هذه التغيرات بسبب هرمونات الحمل.
عملية شق العجان ضمن تأثير الولادة الطبيعية على المهبل
تسمى أيضاً بضع الفرج وتشير إلى شق النسيج الموجود بين فتحة المهبل وفتحة الشرج للسماح للجنين بالخروج. لم تعد عملية شق العجان شائعة كما كانت من قبل، ولكنها لا تزال ضرورية في بعض الحالات. يحتاج هذا الجرح حوالي من 3 – 6 أسابيع حتى يشفى تماماً. في بعض الأحيان قد يسبب هذا الشق ندبة، ولكنها عادة ما تكون غير ملحوظة، ولا تؤثر على مظهر المهبل أو وظيفته.
إصابات الملقط
قد يسبب استخدام الملقط في أثناء الولادة الطبيعية في حدوث بعض الإصابات في أنسجة المهبل، لم يعد الأطباء يلجأون لاستخدامه الآن.
“اقرأ أيضاً: التشنج المهبلي“
تأثير الولادة الطبيعية على المهبل من الناحية الوظيفية
تأثير الولادة الطبيعية على المهبل من الناحية الوظيفية
لن تتغير وظائف المهبل بعد الولادة الطبيعية، ولكن قد تتأثر فقط عضلات قاع الحوض التي تتحكم في المهبل. تحيط هذه العضلات المهبل والمثانة وتدعمهم. ضعف هذه العضلات الناتج عن إجهاد الحمل وتمدد الرحم أو إصابتها في أثناء الولادة قد يؤدي إلى العديد من المضاعفات مثل ضعف المثانة وسقوط الرحم.
سلس البول
مرض سلس البول هو خروج كميات قليلة إلى متوسطة من البول بشكل لا إرادي مع الضحك أو بعض الأنشطة الشاقة مثل السعال أو القفز، وهي حالة طبيعية تظهر بعد الولادة ولكن لفترة محدودة فقط.
تحدث هذه المشكلة نتيجة لضعف عضلات قاع الحوض بعد الحمل والولادة، وقد تستمر لمدة 6 أسابيع بعد الولادة. في حالة حدوث إصابة أو تمزق من الدرجة الثانية أو أكثر فقد تستمر هذه الحالة لمدة 3 أشهر بعد الولادة. تساعد تمارين كيجل Kegel في تقوية عضلات الحوض وعلاج سلس البول بصورة أسرع، ولكن إذا استمرت هذه المشكلة لفترات أطول دون تحسن لا بد من استشارة الطبيب.
“شاهد أيضًا: خلطات الحناء لتنعيم الشعر“
تأثير الولادة الطبيعية على المهبل وجفاف المهبل
يحدث جفاف المهبل بعد الولادة نتيجة لانخفاض مستوى هرمون الإستروجين في الجسم بعد زيادته في فترة الحمل. يساعد الإستروجين في الحفاظ على رطوبة المهبل.
إذا كنت لا ترضعين طفلك رضاعة طبيعية قد تعود رطوبة المهبل إلى وضعها الطبيعي في غضون أسابيع؛ لأن الرضاعة الطبيعية تساعد في الحفاظ على المستويات المنخفضة للإستروجين في الجسم وعند التوقف عن الرضاعة يعود المهبل إلى طبيعته قبل الحمل.
إذا سبب لك جفاف المهبل الانزعاج أو أثر في سير حياتك اليومية، يمكنك استشارة الطبيب لوصف المرطبات المهبلية المناسبة أو زيادة مستويات الإستروجين.
الشعور بألم في المهبل ومنطقة العجان
يشمل تأثير الولادة الطبيعية على المهبل استمرار الشعور بألم في المهبل ومنطقة العجان خاصة مع حالات شق العجان. يمكن تخفيف هذا الألم عن طريق استخدام كمادات ثلجية على هذه المنطقة وغمرها بالماء الدافئ في أثناء التبول واستخدام بعض الأدوية الموضعية المسكنة للألم.
تجنبي الإمساك بعد الولادة؛ لأن ذلك يزيد من الشعور بالألم. تناولي المزيد من الألياف واستخدمِ الأدوية الملينة عند الحاجة لذلك.
توسع المهبل بعد الولادة
توسع المهبل بعد الولادة ليس من الأمور الشائع حدوثها. تتمدد عضلات المهبل في أثناء الحمل والولادة الطبيعية لكنها تتقلص مرة أخرى بعد الولادة وتعود إلى وضعها الطبيعي. العديد من الولادات المهبلية قد تؤثر قليلاً على اتساع المهبل ولكن ليس بصورة ملحوظة أيضا.
تضييق المهبل بعد الولادة
متى يرجع المهبل لوضعه الطبيعي بعد الولادة؟
تساعد ممارسة تمارين كيجل في تقوية عضلات المهبل وعضلات قاع الحوض عند ممارستها بانتظام. قد تفيد أيضاً تمارين القرفصاء ورفع الساقين وممارسة اليوجا، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي لتضييق المهبل بعد الولادة في بعض الحالات المرضية.
الإفرازات المهبلية الثقيلة (نزيف ما بعد الولادة)
بعد الولادة يتخلص الرحم من الدم المتبقي، والمخاط، والأنسجة على هيئة إفرازات مهبلية ثقيلة. تبدأ بلونها الأحمر الشديد ثم تتحول إلى اللون البني أو الوردي ثم الأصفر. يصاحب هذه الإفرازات جلطات دموية صغيرة جداً. إذا كانت هناك جلطات كبيرة ينبغي إخبار الطبيب.
تغيرات الدورة الشهرية
تستغرق الدورة الشهرية فترة حتى تعود لطبيعتها بعد الولادة. الرضاعة الطبيعية أيضاً تسبب انخفاض مستوى هرمون الإستروجين الذي يعيق الدورة الشهرية.
الشعور بألم في أثناء الجماع
يتضمن تأثير الولادة الطبيعية على المهبل هذا الألم من شق العجان وجفاف المهبل وضعف عضلات قاع الحوض.
“اقرأ أيضاً: سرطان المهبل“
متى يرجع المهبل لوضعه الطبيعي بعد الولادة؟
بالطبع يتساءل جميع النساء متى يرجع المهبل إلى وضعه الطبيعي؟ لا داعي للقلق، يستغرق الأمر حوالي 6 – 8 أسابيع حتى يعود المهبل إلى طبيعته.
في حالات شق العجان أيضاً يستغرق التعافي من 7 – 10 أيام، ويلتئم الجرح بالكامل في غضون شهر ونصف من الولادة. خلال هذه الأسابيع يجب الاهتمام بتغذية الجسم بالأطعمة الصحية مع الحصول على كميات كافية من الماء خاصةً في حالات الرضاعة الطبيعية والحصول على قسط كافي من الراحة.
يعتمد تأثير الولادة الطبيعية على المهبل على عدة عوامل أهمها:
- حجم الجنين.
- الصفات الوراثية الخاصة بالمرأة.
- ظروف الولادة.
- عدد الولادات المهبلية لكِ.
- ممارسة تمارين تقوية عضلات المهبل وقاع الحوض قبل الولادة.
لتخفيف تأثير الولادة الطبيعية على المهبل يمكن ممارسة تمارين قاع الحوض (تمارين كيجل) بانتظام في أثناء الحمل وبعد الولادة بمجرد أن تستطيعي فعل ذلك. يمكن أيضاً اللجوء للعلاج الطبيعي لتقوية عضلات الحوض.