انفجار الرحم (Uterus burst) من المضاعفات النادرة للحمل وهي حالة خطيرة يمكن أن تهدد حياة الأم والجنين. تعرفي على أهم 9 أسباب له، ما مدى خطورة ذلك على الأم وجنينها؟ وما هي أعراض هذه الحالة؟ هل من الممكن تجنبه ومنعه؟ وكيف يتم علاجه وطرق الوقاية.
ما هو انفجار الرحم؟
الرحم جزء مهم من تكوين الجهاز التناسلي للمرأة، وهو الحضانة التي تستقر فيها البويضة الملقحة. والتي تنمو وتتطور لتكوين الجنين أثناء الحمل. يحتوى الرحم على عضلات ملساء تزداد سماكة أثناء الحمل. وأثناء الحمل قد يتعرض الرحم لانفجار المعروف باسم تمزق الرحم. والذي قد يحدث أثناء الولادة أو أثناء الحمل، ويحتاج إلى سيارة إسعاف وتدخل طبي سريع للحفاظ على صحة الأم وجنينها.
يمكن أن تحث هذه الحالة أثناء الولادة الطبيعية، عندما يتمزق أنسجة الرحم وينزلق الجنين إلى أنسجة البطن، مما قد يسبب نزيفًا حادًا في جسم المرأة واختناقًا للجنين. تكون مخاطر انفجار الرحم أعلى بشكل عام عند النساء اللائي خضعن بالفعل لعملية جراحية واحدة أو أكثر في منطقة الرحم، وخاصة الولادة القيصرية. لذلك لا يُنصح النساء اللواتي خضعن لعملية قيصرية بالولادة بشكل طبيعي في الحمل التالي.
درجات انفجار الرحم
تحدث هذه النوع من إصابات النساء الحوامل بدرجات متفاوتة، بعضها مباشر وبعضها ينطوي على مخاطر أعلى وهي كالتالي:
- تمزق الجلد
يعتبر أخف درجة من الطفح الجلدي، لأن الجروح الطفيفة تحدث خارج المهبل مسببة إرهاقًا خفيفًا وتختفي بعد أسبوع.
- تمزق الأنسجة
تحدث تمزقات في أنسجة المهبل وهي مؤلمة، وأفضل علاج لها سريعًا لأن سلامتها مهمة للمثانة.
- تمزق العضلات
يتم قطع مخرج الشرج والمنطقة الأمامية بسبب الدفع المستمر في وقت خروج الجنين، ويجب إجراء عملية جراحية لإغلاق المنطقة المنقطعة.
- الانفجار الداخلي
خطير جداً لأن معظم مناطق عنق الرحم والمستقيم والجدار ممزقة. ومدة التعافي طويلة ويمكن أن تمتد إلى عام.
“اقرأ أيضاً: تكلس المشيمة“
أهم أسباب انفجار الرحم
أسباب انفجار الرحم
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الرحم معرض للانفجار. ولكن على العكس نجد أن حالات اندفاع الرحم نادرة وليست شائعة، لذلك لا داعي للقلق بشأن هذه المشكلة. وعندما تشعرين بأي منها نوع من المضاعفات التي تقترب من موعد الولادة يجب التوجه للطبيب فورًا لتجنب التعرض، ومن أسباب انفجار الرحم:
أسباب انفجار الرحم أثناء الولادة
- جراحات الرحم السابقة:
عندما تخضع الأم لعمليات جراحية في الرحم مثل علاج التشوهات أو إزالة الأورام الليفية من الرحم. قد تتعرض لانفجار الرحم أثناء عملية الولادة. ويرجع ذلك إلى ضعف الرحم.
- عملية قيصرية تليها الولادة الطبيعية:
الأمهات الأكثر عرضة لانفجار الرحم أثناء الولادة هن الأمهات اللاتي أجريت لهن أول عملية قيصرية. وكانت الولادة الثانية طبيعية في هذه المنطقة أو في انقباضات الرحم التالية.
- الحجم الكبير للجنين:
عندما يكون الجنين كبيرًا مقارنة بحوض الأم. فإنه يجعله عرضة لانفجار الرحم بسبب الحجم الزائد والضغط الشديد على جدار الرحم.
- الحجم الكبير لرأس الجنين:
يساعد رأس الجنين الكبير بشكل كبير في عدم التعرض لتمزق الرحم أثناء عملية الولادة.
“اطلع على: فقر الدم أثناء الحمل“
اسباب انفجار الرحم أثناء الحمل
- نزول الجنين من قدميه
من المعروف أن الوضع الطبيعي لنزول الطفل هو نزول الرأس أولاً ثم باقي الجسم ولكن نزول الطفل من قدميها تجعل الأم عرضة لانفجار الرحم.
- الحمل المفرط
من الأسباب التي تجعل الرحم عرضة للانفجار هو كثرة عدد الأطفال، خاصة عند تجاوز الخمسة أطفال. حيث يضعف هذا بطانة الرحم ويجعلها عرضة للانفجار.
- الولادة المتأخرة
عندما تتأخر عملية الولادة عن الموعد الطبيعي المحدد فهذا يعني مخاطرة الأم بانفجار الرحم. وفي هذه الحالة يجب المتابعة المستمرة مع الطبيب لتجنب أي مضاعفات.
- زرع المشيمة
إن زرع المشيمة في الرحم هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لانفجار الرحم عند الأم.
- تناول بعض الأدوية
هناك أنواع معينة من الأدوية يمكن أن تتناولها الأم أثناء الحمل. وهذه الأدوية تزيد بشكل كبير من تقلصات الرحم أثناء عملية الولادة وتجعله عرضة للانفجار أثناء عملية الولادة.
“قد يهمك: تشققات الحمل“
اعراض انفجار الرحم
هناك أعراض تظهر على الأم وهذه الأعراض تدل على حدوث هذه الحالة في الرحم. فيما يلي بعض الأعراض التي قد تعاني منها المرأة عند إصابتها بانفجار الرحم:
- الشعور بألم بين انقباضات المخاض:
من أعراض تمزق الرحم الشعور بألم شديد بين تقلصات الرحم وبعضها. تقلصات بطيئة ومتناقصة في الرحم مع ألم بين انقباضتين متتاليتين.
- النزيف المهبلي:
النزيف المهبلي هو أحد أعراض هذا النوع من إصابات النساء، لذلك في حالة النزيف عليك الذهاب إلى طبيب في أسرع وقت ممكن. يمكن أن يؤدي النزيف الغزير من المهبل إلى انخفاض ضغط الدم عند الأم والدخول في صدمة.
- ارتفاع معدل ضربات القلب:
ارتفاع معدل ضربات القلب بالقرب من وقت المخاض، نتيجة النزيف الداخلي.
- ألم الصدر:
يعد الشعور بألم غير طبيعي في منطقة الصدر مؤشرًا خطيرًا وعلامة تحذيرية لتمزق الرحم.
- الإحساس بالولادة غير الطبيعية: المخاض غير الطبيعي أو تقلصات.
- سقوط رأس الطفل مرة أخرى في قناة الولادة.
- اضطرابات ضربات قلب الجنين.
- وجع بطن.
- ألم مفاجئ في مكان الندبة التي سببتها جراحة سابقة.
- عدم القدرة على إتمام عملية الولادة الطبيعية المهبلية بشكل طبيعي.
- تشعر المرأة بانتفاخ ملحوظ تحت عظم العانة.
عوامل الخطر التي تزيد من حدوث انفجار الرحم
عوامل الخطر التي تزيد من حدوث انفجار الرحم
فيما يلي قائمة بأهم العوامل والأسباب التي يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بتمزق الرحم:
- وجود ندبات في منطقة الرحم ناتجة عن عمليات جراحية سابقة مثل: العملية القيصرية، استئصال الورم العضلي والإجهاض.
- تشوهات الرحم الخلقية.
- التعرض لإصابة أو حادث في منطقة البطن.
- إصابة المرأة الحامل بالسائل الذي يحيط بالجنين.
- وجود تشوهات خلقية في الجنين.
- الحمل بتوأم.
- مشاكل المشيمة، مثل سرطان المشيمة.
- عدم القدرة على التمييز بين أن المرأة الحامل تعاني من عسر الولادة لسبب ما.
- تجاوز عمر الحمل 40 أسبوعاً.
- الاستخدام المفرط المقويات توتر الرحم.
“اطلع على: الحمل في الأسبوع الثامن“
المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن انفجار الرحم
يمكن أن يؤدي انفجار الرحم إلى عدد من المضاعفات الخطيرة، مثل:
-
- التهابات ما بعد الولادة.
- تلف الرحم.
- قصور الغدة النخامية.
- نزيف غزير من المهبل.
- تخثر منتثر داخل الأوعية.
- انسداد السائل الأمنيوسي. تؤدي شدة التمزقات إلى تجلط السائل المحيط بالجنين، مما يؤدي إلى وفاة والدته.
- وفاة الجنين بسبب نقص الأكسجين، خاصة إذا لم ينقذه الأطباء خلال 10-40 دقيقة من بدء تمزق الرحم وانفجاره. حيث إذا لم يخرج الجنين خلال ربع ساعة يختنق ويموت.
- الالتهابات والعدوى
- تنشر التمزقات القوية العدوى وتحدث التهابات في منطقة المهبل والرحم.
- في بعض الأحيان تقتل العدوى المرأة المصابة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها بسرعة.
- يؤدي تمزق الرحم إلى أورام ليفية في منطقة الحوض والمنطقة المخاطية بعد فترة، ومن الأفضل إزالتها لأنها تسبب بعض الألم أثناء التبول.
- تسبب تمزق الرحم انسداد الغدة النخامية. لا يستطيع إفراز هرمونات مهمة للأم.
- يتوقف هرمون النمو والبرولاكتين والقشرة الكظرية عن العمل.
- يستمر النزيف من انفجار الرحم لفترات طويلة من الزمن ولا يمكن للأدوية أن تضعفها.
تشخيص انفجار الرحم
تشخيص انفجار الرحم
يتم تشخيص هذا النوع من الحالات التي تتعرض لها النساء أثناء الولادة من خلال:
- التاريخ الطبي:
معرفة التاريخ الطبي للأم وما إذا كانت الأم قد خضعت لأي نوع من الجراحة داخل الرحم أم لا. أو إذا كانت قد خضعت لعملية قيصرية من قبل. في هذه الحالات يمكن للطبيب أن يتنبأ بشكل كبير بما إذا كانت الأم معرضة لخطر الإصابة بتمزق الرحم أم لا، وإذا تعرضت أي من الحالات السابقة للأم. فمن الضروري المتابعة مع الطبيب حفاظا على صحة الجنين والأم من انفجار الرحم. يجب مراقبة المرأة الحامل التي تعرضت لأي من المشاكل المذكورة أعلاه عن كثب خلال فترة الحمل ويجب أن تطلب العناية الطبية عندما تشعر بألم مفاجئ.
- ظهور أعراض معينة:
-
- غالبًا ما تكون أعراضه أن المرأة تشعر بشيء ما انفجر بداخلها مع ألم شديد في منطقة البطن يأتي فجأة.
- هناك نقص في التشنجات أو انخفاض في الانفتاح. وكل هذه الأعراض تأتي معًا.
- يرافق الأعراض السابقة شحوب في الوجه، وتعرق ويكون العرق بارد.
عندما تعاني الأم من آلام في البطن أو مغص شديد غير طبيعي، يجب أن تطلب العناية الطبية على الفور.
“قد يهمك: زيادة فرص الحمل“
الوقاية من انفجار الرحم
عندما تتعرض الأم لهذ التمزق قبل الولادة، يجب استدعاء سيارة إسعاف على الفور والاتصال بطبيب مختص وإجراء عملية قيصرية للأم على الفور لإنقاذ حياة الأم. والجنين معا ووقف النزيف.
طريقة تجنب هذه الحالة هي مراقبة تطور الجنين مع الطبيب. أهم شيء ينصح به لتلافي حدوث انفجار في الرحم، ونجد أن تتبع موضع الجنين باستخدام السونار أو الأشعة السينية يساعد في معرفة حجم ومكان الجنين والتطورات التي يعاني منها في الدخل. كما تبين ما إذا كان هناك تمزق في الرحم أم لا، وتظهر الأشعة السينية على الجنين مدى صحته ونمو الجنين وهل يوجد خلل في ضربات قلب الجنين أم لا. في هذه الحالة يقرر الطبيب طريقة ولادة الأم سواء كانت طبيعية أم قيصرية وهذا يرجع إلى حالة الأم والجنين.
طرق علاج انفجار الرحم
يتم علاج هذه الحالة بالجراحة، بجراحة خاصة تسمى شق البطن، إلى جانب العملية القيصرية لإنقاذ الأم والجنين. في بعض الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري إجراء استئصال كامل للرحم إذا تسبب الانفجار في نزيف حاد، وقد تحتاج المرأة إلى عمليات نقل دم عاجلة. ويتم إجراؤه تحت إشراف أطباء متخصصين، وهناك حالات تتطلب نقل الدم لتعويض الدم المفقود أثناء النزيف. ونجد أن بطانة الرحم تلتئم بعد فترة. خلال هذه الفترة يتم متابعة الطبيب لفحص الجرح والتأكد من شفائه بشكل طبيعي.
الحمل بعد التعرض لانفجار الرحم
أما عن التساؤلات هل يمكن الحمل مرة أخرى أم لا؟ الجواب نعم، يمكن للمرأة التي أصيبت بهذه الحالة أن تحمل مرة أخرى. ولكن بعد فترة لا تقل عن سنة (Year). هذا للتأكد من أن الجرح قد التئام وعاد إلى طبيعته. يمكنك الحمل بشكل طبيعي بعد فترة من الوقت يحددها طبيبك. لكن جميع الدراسات توصي بإجراء ولادة قيصرية مخطط لها في:
- في حالة الولادة بعد انفجار بين الأسبوعين 37 و 38 من الحمل إذا انفجر الرحم في الجزء السفلي من الحمل. الرحم.
- في حالة انفجار الجزء العلوي من الرحم، يوصى بدخول المستشفى في الأسبوع الخامس والثلاثين من الحمل.
ما هي الأعراض التي تشير إلى انفجار الرحم؟
- اضطرابات في نبض قلب الجنين.
- نزيف حاد من المهبل قد يتسبب بهبوط ضغط دم الأم ودخولها في حالة صدمة.
- تراجع رأس الطفل إلى الخلف وعودته إلى قناة الولادة.
- بطء الانقباضات الرحمية وتناقص عددها مع ألم بين كل انقباضتين متتاليتين.
- ألم في البطن.
- ألم مفاجئ في مكان الندبة التي سببتها عملية جراحية سابقة.
- شعور المرأة بانتفاخ ملحوظ أسفل عظمة العانة. ينصح الأطباء بالتعامل مع هذه الحالة فوراً وبتدخُّلٍ طبي متمرِّس في غضون دقائق قليلة.
كيف يمكن منع حدوث انفجار في الرحم؟
من الضروري تجنب كل أسباب انفجار الرحم لما له من مخاطر تهدد حياة الأم وجنينها. لذا دائماً على المرأة الحامل الخضوع لمراقبة وضع حملها عند الطبيب المختص لتجنب أي ضرر يلحق بها وبجنينها.