الحكة عند الحامل؛ أهم الأسباب وما هو الركود الصفراوي

الحكة عند الحامل؛ أهم الأسباب وما هو الركود الصفراوي

الحكة عند الحامل؛ تنقسم إلى نوعين: الخفيفة وتعتبر من الأمور الطبيعية لا تستدعي القلق، أما الآخر فالشديدة قد تكون مؤشر على إصابة المرأة الحامل بحالة مرضية.

الحكة عند الحامل من أكثر المشكلات الشائعة التي تصيب حوالي 20% من النساء، تظهر هذه الحكة نتيجة العديد من التغيرات الجسدية والهرمونية التي تحدث في أثناء الحمل، وعلى الرغم من أن التهابات الجلد الخفيفة أحد الأعراض الطبيعية للحمل، إلا أن الالتهابات الحادة قد تكون مؤشر لأحد مخاطر الحمل، لذا لنتعرف على أبرز 10 أسباب معروفة لهذا العرض وما هو الركود الصفراوي؟


أسباب حكة الحمل

تختلف الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالحكة في أثناء الحمل من امرأة لأخرى ولا سيما حكة الجسم للحامل في الشهور الأولى، ولكن هناك أسباب شائعة تحدث لدى كافة الحوامل، وتشمل:

  • تمدد الجلد والجفاف:

خلال فترة الحمل، تحدث العديد من التغيرات الجلدية مما يسبب التهابات الجلد. يتمدد الجلد لاستيعاب نمو الطفل خاصةً في منطقة البطن والصدر والفخذين، لكن نادرًا ما تتجاوز الحكة منطقة الصدر.

مع هذا الاتساع لا تتمكن الغدد الدهنية الطبيعية من توفير درجة الرطوبة الكافية للجلد؛ مما يسبب الجفاف للبشرة ويؤدي إلى الشعور بالحكة والاحمرار وظهور علامات التمدد. يزداد فرصة الإصابة بالحكة الجلدية في حالات الحمل المتعدد والحمل الأول.

  • التغيرات الهرمونية والحكة عند الحامل:

الاضطرابات الهرمونية هي أحد الأسباب الطبيعية الشائعة لهذه المشكلة. تؤثر هذه التغيرات على كافة أنحاء الحياة بدءً من الحالة المزاجية للحامل وحتى التغيرات الجلدية. تنتج التهابات الجلد عن زيادة مستويات بعض المواد في الدم، بما في ذلك الهرمونات. يعد ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين خلال هذه الفترة أحد العوامل المؤثرة.

  • الحساسية تجاه العطور والأقمشة:

قد تجعل هرمونات الحمل بشرتكِ أكثر حساسية تجاه بعض المواد التي لم تكن تؤثر عليكِ سابقًا، مثل: بعض أنواع الأقمشة والعطور والمنظفات وحتى أشعة الشمس.


أسباب مرضية لظهور الحكة عند الحامل

حامل تعاني من الحك الشديد على اليد

بالإضافة إلى الأسباب الطبيعية، قد يشير الطفح الجلدي والحكة عند الحامل إلى الإصابة بأحد الأمراض، ومنها:

  • الإكزيما:

الاكزيما من أكثر المشكلات الجلدية الشائعة التي يمكن أن تسبب تهيج الجلد في أثناء الحمل. لا تقتصر هذه الالتهابات على المرأة التي لديها تاريخ سابق من الإصابة، ولكن حتى في حالة عدم وجود تاريخ مرضي، يمكن أن تظهر أعراض الإكزيما لأول مرة عند الحمل (AEP). بينما في حالة وجود إصابة تسبق الحمل، فقد تتفاقم أعراض المرض. عادةً ما تظهر علامات الاكزيما قبل الثلث الثالث من الحمل على هيئة بقع ملتهبة خصوصاً حول الركبتين والمعصمين والمرفقين والرقبة. لا تؤثر هذه الحالة على الجنين وعادةً ما تختفي بعد الولادة.

  • الصدفية:

معظم المصابات بالصدفية تتحسن أعراضهم في أثناء الحمل، ولكن في قليل من الأحيان، قد يتفاقم المرض. يمكن أن تساعد الكورتيكوستيرويدات الموضعية وضوء الأشعة فوق البنفسجية “ب” في العلاج في أثناء الحمل.

  • لويحات الحمل الحطاطية الحكية الشروية

PUPPP هو طفح جلدي يصيب مناطق علامات التمدد ويصاحبه حكة شديدة. في معظم الحالات، يظهر ليسبب الحكة في الشهر التاسع من الحمل أو خلال الثلث الأخير بشكل عام.

  • حُكاك الحمل:

أحد المشكلات الجلدية التي تؤدي إلى ظهور نتوءات حمراء كبيرة مسببة لحكة شديدة، وغالباً ما تظهر على الذراعين والساقين وفي البطن. علاوة على ذلك، يمكن أن تصاب بها الحامل منذ بداية الحمل وطوال مراحله المختلفة.

  • الفقاع الحملي (هربس الحمل):

هو أحد الاضطرابات الجلدية المناعية نادرة الحدوث والتي قد تكون سبب الحكة، تحدث عادةً خلال الثلث الثاني أو الثالث. تبدأ هذه الحالة مع انتشار بثور حمراء شديدة الحكة على بطن الحامل ومنطقة الجذع، ولكنها أيضا قد تصيب مناطق أخرى. لن يؤثر هذا الطفح على الوجه وفروة الرأس وراحة وباطن القدم.

تساعد الكورتيكوستيرويدات الموضعية المضادة للحكة على تخفيف الحكة عند الحامل. مضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية أيضًا يمكن أن تكون أحد خيارات العلاج المتاحة لتهدئة الجلد.

“اقرأ أيضاً: الولادة المبكرة


الركود الصفراوي عند الحامل

سيدة تعاني من الركود الصفراوي الذي يسبب لها الحكة

الركود الصفراوي

حدوث ركود صفراوي داخل الكبد في أثناء الحمل هو أحد المضاعفات الخطيرة التي قد تعاني منها السيدات خلال فترة حملهن، ويحدث عادة في أواخر الحمل. يشير هذا المرض إلى تباطؤ معدل التدفق الطبيعي للقناة الصفراوية مما يؤدي إلى تراكم الأحماض الصفراوية في الدم وحدوث حكة شديدة في اليدين والقدمين، ويمكن أيضًا ظهورها في جميع أجزاء الجسم.

تلعب التغيرات الهرمونية والعوامل الوراثية دورًا في الإصابة. تتميز هذه الحالة أيضا بحكة شديدة تزداد سوءً خلال الليل، ولكن دون وجود طفحًا جلديًا. بالإضافة إلى الشعور بحكة، قد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:

  • اليرقان واصفرار البشرة.
  • تغيرات الشهية.
  • الغثيان.
  • البول الداكن.

يمكن أن تتفاقم الحكة عند الحامل مع اقتراب موعد الولادة، ولكنها تختفي في غضون عدة أيام بعد الولادة.

العلاج

يمكن تشخيص مرض الركود الصفراوي بعد معرفة التاريخي العائلي والمرضي وإجراء اختبارات الدم اللازمة وفحص وظائف الكبد. بعد التشخيص، سوف ينصحك الطبيب بالخضوع إلى مجموعة من الفحوصات بصورةٍ منتظمة لمتابعة الوضع. يمكن أن يساعد استخدام بعض الكريمات الموضعية في تخفيف الحكة. يمكن أن يصف الطبيب أيضا بعض الأدوية لعلاج ارتفاع نسبة الأحماض الصفراوية التي تسبب الحكة.

قد تؤثر هذه المشكلة أيضا على امتصاص الجسم لفيتامين ك الضروري لتجلط الدم؛ لذلك يمكن أن يشمل العلاج المكملات الغذائية لفيتامين ك.


حكة المهبل عند الحامل

هل هناك علاقة بين الحكة عند الحامل ونوع الجنين؟

الحكة عند الحامل في المهبل من أكثر المشكلات الشائعة. قد تظهر هذه الحكة بصورةٍ خفيفة نتيجة تغيرات الحمل الطبيعية، ولكنها قد تنتج أيضا عن العديد من الأمراض الجلدية. تشمل أيضا أسباب حكة المهبل للحامل:

  • الحساسية تجاه بعض المنتجات أو المواد المهيجة تسبب الحكة عند الحامل.
  • بعض الأمراض الجلدية، مثل: الصدفية والإكزيما.
  • العدوى الفطرية، مثل: عدوى الخميرة المهبلية.
  • التهاب المهبل الجرثومي.
  • الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل: داء المشاركات والهربس التناسلي.
  • الضغط العصبي يسبب حكة الجسم للحامل.
  • زيادة الإفرازات المهبلية.
  • جفاف المهبل وانخفاض مستويات هرمون البروجيستيرون من أسباب الحكة عند الحامل.
  • عدوى المسالك البولية عند الحامل.
  • التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل.

“قد يهمك: إنقاص الوزن أثناء الرضاعة الطبيعية


علاج الحكة عند الحامل

حامل تحك بطنها بشكل شديد

أهم الطرق الطبيعية لعلاج الحكة عند الحامل

يعتمد العلاج على سبب الإصابة بها. يمكن التغلب على الحكة الخفيفة المعروفة التي تصاحب شهور الحمل باتباع بعض الطرق الطبيعية، بينما تتطلب بعض الحالات المرضية الشديدة استخدام مضاد للحكة وبعض الأدوية الأخرى المناسبة للحمل.

علاج الحكة عند الحامل بالطرق الطبيعية

على الرغم من أنه لا يمكن منع حكة الحمل بصورةٍ نهائية، إلا أنه هناك الكثير من الطرق الطبيعية التي تساعد على تهدئة الجلد وتخفيف الحكة. وفيما يلي أهم 4 طرق منزلية للتغلب عليها:

  • حمام الشوفان

يمكن استخدام حمام الشوفان الفاتر لتخفيف الحكة الناتجة عن تمدد أو شد الجلد أو الإصابة بالإكزيما والصدفية. امزجي الشوفان مع صودا الخبز ولبن البودرة في محضر الطعام، ثم أضيفي ربع كوب من الخليط السابق إلى مياه الاستحمام مع البقاء فيها لمدة 20 دقيقة.

عند استخدام أحد الوصفات الخاصة بالزيوت الأساسية، ينبغي استشارة الطبيب قبل إضافة أحد الزيوت إلى الخليط، فقد لا يكون بعضها آمنًا خلال الحمل.

  • الاستحمام بماء فاتر لتخفيف الحكة عند الحامل:

يمكن أن يسبب الماء الساخن جفاف الجلد ويزيد من حكة الجلد؛ لذلك ينصح بتجنب استخدام الماء الساخن في أثناء الاستحمام خلال فترة الحمل. ينبغي أيضا استخدام مستحضرات التجميل اللطيفة الخالية من المواد الكيميائية والعطور، مع تجفيف بشرتك بلطف جيدًا.

  • الكمادات الباردة لتخفيف الحكة:

يمكن استخدام كيس من الثلج على المناطق المصابة لتخفيف حكة والتهاب الجلد. سوف يوفر ذلك راحة فورية للتخلص من الألم.

  • الترطيب لعلاج الحكة عند الحامل:

جيل الصبار لترطيب البشرة

الترطيب من أهم طرق علاج الحكة عند الحامل الطبيعية وخاصة خلال الشهور الأخيرة. يمكنك استخدام العديد من المرطبات الطبيعية، مثل:

  • جل الصبار:

يوفر جل الصبار خصائص مضادة للالتهاب ويوفر رطوبة مضاعفة للبشرة.

  • زيت جوز الهند:

يتميز زيت جوز الهند بخصائصه المضادة للميكروبات وقدرته على اختراق الجلد وزيادة رطوبته، لذلك فإنه يساعد على علاج مختلف أنواع الحكة التي تحدُث في أثناء أشهر الحمل.

نصائح أخرى

  • ارتداء ملابس قطنية فضفاضة ومريحة لتجنب الحكة عند الحامل.
  • الحصول على كميات كافية من الماء والسوائل.
  • الاسترخاء وتجنب التوتر والقلق.
  • عدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.
  • بدء ترطيب البشرة من الشهر الأول للحمل.

علاج حكة الحمل بالأدوية

تساعد الكثير من الكريمات والمستحضرات في تهدئة وتخفيف الحكة. تعتبر زبدة الكاكاو أحد المنتجات المفيدة. يمكنك استخدامها قبل النوم ومع الاستحمام. غسول كلامين أيضا أحد خيارات العلاج التي لا تتطلب وصفة طبيبة.

في حالة وجود حكة شديدة أو ظهور أي أعراض مرضية أخرى، ينبغي استشارة الطبيب على الفور لعلاج السبب الرئيسي للحكة وتجنب المضاعفات.


هل حكة الحمل من أعراض الحمل الطبيعية؟

نعم، الحكة الخفيفة من الأعراض المزعجة الشائعة خلال فترة الحمل. تشمل أسباب الشعور بالحكة العديد من العوامل والتغيرات التي تحدث خلال هذه الفترة، خاصة في منطقة البطن والصدر وحتى حلمات الثدي. عادة ما تبدأ الحكة بدءً من الشهر السادس، ومع ذلك قد تظهر قبل ذلك نتيجة زيادة إمدادات الدم إلى الجلد، ولكنها ليست من أعراض الحمل المبكرة. على الجانب الآخر في حالة شعور الحوامل بالحكة الشديدة أو استمرارها أو الشعور بألم أو أي أعراض أخرى، ينبغي استشارة الطبيب لمعرفة التشخيص المناسب وطرق العلاج.

هل حكة الحمل تؤثر على الجنين؟

عادةً لا تؤثر على الجنين ولا تسبب له أي أضرار، ولكنها قد تكون علامة للإصابة بأحد المشكلات الأكثر خطورة؛ لذلك ينبغي استشارة الطبيب لتحديد أسباب هذا الشعور ووصف العلاج المناسب.

ما هي العلاقة بين الحكة عند الحامل ونوع الجنين؟

أثبتت بعض الإحصائيات أن حوالي 70% من حالات لويحات الحمل الحطاطية (PUPPP) تحدث في حالات الحمل بجنين ذكر، إلا أنه لا يوجد أي دليل علمي على صحة ذلك، لأنها أحد العلامات الشائعة في جميع حالات الحمل ولا توجد علاقة مثبتة بين الحكة عند الحامل ونوع الجنين.

كيف يمكن علاج حكة القدمين واليدين للحامل؟

يعتمد علاج حكة القدمين واليدين للحامل على معرفة السبب، قد تكون هذه المشكلة إحدى أعراض الركود الصفراوي في أثناء الحمل وقد تنتج عن تغيرات طبيعية؛ لذلك ينبغي استشارة مقدم الرعاية الصحية لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد العلاج.

فترة الحمل من أصعب الفترات عند النساء، يصاحبها العديد من التغيرات التي تسبب ظهور بعض الأعراض، مثل: الحكة عند الحامل. لا تترددي في استشارة طبيبك لمعرفة هل هذه الحكة أحد العلامات الطبيعية أم أنها بسبب إحدى مضاعفات الحمل وتحديد العلاج المناسب.

916 مشاهدة
فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الآن

إنضم لقناتنا على تيليجرام