التشنجات الحرارية عند الأطفال من أكثر الحالات الصحية التي تسبب القلق عند حدوثها. فكيف تحدث؟ وما هو علاج التشنجات الحرارية وكيف يمكن التعامل معها وحماية أطفالنا.
ما هي التشنجات الحرارية؟
ارتفاع درجة حرارة الطفل قد تسبب حدوث التشنجات
التشنجات الحرارية- وتسمى أيضا الاختلاجات الحرارية أو النوبات الحموية- هي تشنجات تحدث في جسم الأطفال من سن ٣ شهور وحتى ٥ سنوات؛ بسبب ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم (٣٨-٤٠ درجة مئوية).
يحدث ذلك غالبا نتيجة للإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية.
التغير السريع في درجة حرارة الأطفال قد يسبب هذه التشنجات أيضاً.
تحدث للأطفال الطبيعية التي لا تعاني من أعراض عصبية أخرى، وغالبا ما تستمر لبضع دقائق.
في معظم الأطفال لا تدل هذه التشنجات على مشكلة صحية خطيرة ولا تعد ضارة.
كل ما عليك فعله هو الحفاظ على طفلك بأمان أثناء هذه التشنجات، ومساعدته ليحصل على قسط من الراحة بعد انتهائها ثم الذهاب للطبيب وفحصه في أقرب وقت.
اقرأ أيضا: ميزان الحرارة الرقمي للأطفال بدون تلامس من Kinetik Wellbeing
أعراض التشنجات الحرارية
ينقسم التشنج الحراري إلى نوعين وتختلف أعراض كل نوع عن الآخر.
1. التشنجات البسيطة
هي التشنجات الأكثر شيوعا بين الأطفال. تستمر عادةً أقل من دقيقتين، ولكن في بعض الحالات قد تمتد حتى ١٥ دقيقة.
في معظم الحالات تحدث هذه التشنجات في أول يوم من المرض، ولا تتكرر في خلال ٢٤ ساعة من حدوثها.
تشمل أعراضها:
- فقدان الوعي.
- تيبس وارتجاج في الأطراف.
- الشعور بالتعب والنعاس بعد النوبة.
2. التشنجات المعقدة
تستمر نوبة التشنجات الحرارية المعقدة لمدة أكثر من ١٥ دقيقة وقد تمتد حتى ٣٠ دقيقة. قد تحدث أكثر من مرة واحدة خلال ٢٤ ساعة.
تشمل أعراضها:
- فقدان الوعي.
- رعشة في الأطراف.
- ضعف مؤقت يحدث غالبا في ساق واحدة أو ذراع واحد.
التشنجات المتكررة
عندما تحدث التشنجات الحرارية البسيطة أو المعقدة بشكل متكررة فإنها تسمى التشنجات الحرارية المتكررة.
الأطفال الذين يعانون من التشنج الحراري عرضة أكثر لحدوث ذلك مرة أخرى.
ليس من الضروري أن تحدث كل النوبات عند نفس درجة الحرارة التي حدثت عندها النوبة الأولى ولا أن تحدث في كل مرة يصاب فيها الطفل بالحمى.
يزداد خطر الإصابة بالتشنجات الحرارية المتكررة مع:
- الأطفال أقل من ١٥ شهر.
- وجود تاريخ مرضي في العائلة للتشنج الحراري أو الصرع.
- قصر المدة بين بداية الحمى والنوبة.
- حدوث النوبة مع درجة حمى منخفضة.
اقرأ أيضاً: التشنج المهبلي
أسباب التشنجات الحرارية
ارتفاع الحرارة عند الإصابة بالعدوى قد يسبب التشنجات الحرارية
يحدث التشنج الحراري نتيجة لوجود عدوى بكتيرية أو فيروسية؛ أدت لارتفاع درجة حرارة الجسم مثل: الإصابة بالحمى الوردية التي تعد من أهم الأسباب للإصابة بالتشنجات الحرارية عند الأطفال.
في معظم الحالات تحدث هذه التشنجات قبل أن تعلم بوجود العدوى لأنها تحدث في اليوم الأول منها لذلك قد لا يسبقها أي أعراض.
يمكن أن تحدث أيضا التشنجات الحرارية بعد التطعيمات خاصة تطعيم النكاف والحصبة الألماني؛ نتيجة للارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم.
وجود تاريخ مرضي لهذه التشنجات في العائلة يزيد من خطر الإصابة بها.
اقرأ أيضًا: فوائد الكراوية
مضاعفات التشنج الحراري
تختلف نوبات الصرع عن التشنجات الحرارية.
أغلب التشنجات الحرارية لا ينتج عنها مضاعفات دائمة. لا تسبب التشنجات الحرارية البسيطة تلف في الدماغ أو الإعاقة الذهنية أو صعوبات التعلم ولا تعني أن هناك مرض خطير.
قد تشير هذه التشنجات إلى الإصابة بالصرع.
الصرع هو نوبات متكررة من التشنجات الغير مبررة تسببها إشارات غير طبيعية في المخ.
أكثر المضاعفات شيوعا هو حدوث التشنجات الحرارية المتكررة.
اقرأ أيضاً: تشنج العضلات
ماذا أفعل في حالة حدوث التشنجات الحرارية؟
أدوية خفض الحرارة هي أهم الطرق لتجنب التشنجات الحرارية.
على الرغم من أن التشنج الحراري أمر غير مقلق على الإطلاق، لكنه من المخيف جدا رؤية طفل يمر بنوبة التشنجات خاصة لأول مرة.
إذا سبق وعانى طفلك هذه التشنجات، بالتأكيد لن تنسى ذلك الموقف على الإطلاق.
لذلك هناك عدة خطوات يجب اتباعها بدقة للحفاظ على سلامة الطفل:
- اتصل بالطبيب المختص فور حدوث النوبة لكي يتأكد أن طفلك لا يعاني من الالتهاب السحائي خاصة في الرضع أقل من عام.
- أثناء حدوث النوبة لا تضع أي شيء في فم الطفل.
- ضع طفلك على جانبه على سطح مستوي حتى يستطيع التنفس جيدا، ومنع استنشاق القيء في حالة حدوث ذلك.
- لا تقيد حركة التشنجات أو الإرتعاش.
- إزالة أي أشياء قد تضر بالطفل أثناء التشنجات (آلات حادة – أثاث).
- حدد وقت ومدة النوبة؛ النوبات التي تستمر أكثر من خمسة دقائق تحتاج التدخل الطبي.
- إذا كان هناك شئ في فم الطفل قبل النوبة قم بإزالته حتى لا يسبب اختناق.
في حالة ظهور إحدى هذه الأعراض يجب عليك طلب المساعدة الطبية على الفور:
- صعوبة في التنفس.
- تصلب الرقبة.
- القيء.
- النعاس الشديد.
اقرأ أيضاً: مرض الطفح الجلدي الحراري
كيفية تشخيص التشنج الحراري
يفحص الطبيب التاريخ الطبي والعائلي للطفل المريض وتطور نموه لاستبعاد الأمراض العصبية الأخرى التي قد تسبب هذه التشنجات مثل الصرع.
في الأطفال التي لا تعاني من أعراض مرضية أخرى يبدأ الطبيب في تحديد سبب الحمى التي يعاني منها الطفل لتحديد العلاج.
1. التشنجات الحرارية البسيطة
في حالة حدوث هذه التشنجات للمرة الأولى عند الطفل بعد التطعيمات يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي والفحص الجسدي للتشخيص.
في حالات ضعف المناعة قد يلجأ الطبيب لإجراء بعض الفحوصات مثل:
- اختبار الدم.
- اختبار البول.
- البزل القطني لاستبعاد بعض الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة والتشنجات مثل:مرض الالتهاب السحائي التهاب أغشية الدماغ (Meningitis).
2. التشنجات الحرارية المعقدة
لمعرفة أسباب هذه التشنجات يوصي الطبيب بإجراء مخطط كهربية الدماغ المعروف برسم المخ (Electroencephalogram EEG).
وقد يوصي أيضا بتصوير رنين مغناطيسي للمخ (Magnetic resonance imaging MRI) للحصول على صورة ثلاثية الأبعاد للدماغ إذا كان الطفل يعاني من:
- نوبة تشنجات استمرت لفترة طويلة.
- أعراض وعلامات لزيادة الضغط داخل الجمجمة.
- تقييم عصبي غير طبيعي.
- رأس كبيرة بصورة غير طبيعية.
اقرأ أيضاً: النظام الغذائي لاكتساب العضلات
ما هو علاج التشنجات الحرارية؟
أدوية خفض الحرارة هي أساس علاج التشنجات الحرارية.
بعد انتهاء النوبة يجب عليك زيارة الطبيب لفحص الطفل وتحديد علاج التشنجات الحرارية المناسب.
أغلب الأطفال لا تحتاج علاج لهذه التشنجات فقط استخدام كمادات الماء الفاتر وليس البارد وتناول أدوية خفض الحرارة مثل:
- الايبوبروفين (Ibuprofen)
- الأسيتامينوفين (Acetaminophen).
لكن في حال استمرار هذه التشنجات قد يصف الطبيب أدوية مضادة للتشنجات مثل الديازيبام.
يجب أن يستخدم هذا الدواء بإشراف الطبيب لمتابعة نبض الطفل وضغط الدم والتنفس نظرا لكثرة أعراضه الجانبية.
في الوقت نفسه ليس من الضروري إبقاء الطفل في المشفى إلا في حالة وجود عدوى خطيرة تستلزم ذلك.
قد ينصح الطبيب باستخدام ديازيبام جيل الذي يعطى عن طريق المستقيم لعلاج التشنجات الحرارية المتكررة.
الأطفال الذين يعانون من التشنجات الحرارية المتكررة عرضة أكثر للإصابة بالصرع فيما بعد.
اقرأ أيضا: دواء نيورونتين
كيف يمكنك أن تحمي طفلك من التشنجات الحرارية؟
لا يمكنك منع نوبة التشنج الحراري من الحدوث إلا في بعض حالات التشنجات الحرارية المتكررة.
السيطرة على درجة حرارة الطفل من عن طريق استخدام الأدوية أيضا لن يحمي طفلك من حدوث نوبة التشنج الحراري.
لا ينصح باستخدام الأدوية المضادة للتشنجات لمنع حدوث التشنج الحراري المتوقع ولكن تستخدم هذه الأدوية في حالة التشنجات الحرارية المتكررة أو وجود إحدى عوامل الخطر فقط.
اقرأ أيضاً: متلازمة توريت
التشنجات الحرارية مجرد حالة صحية مؤقتة تنتهي عند سن معين للطفل. سوف يقوم طفلك بممارسة كافة أنشطته الطبيعية فور انتهاء النوبة فلا داعي للقلق.