تأخر النمو اللغوي؛ يعد النمو اللغوي واحدًا من الموضوعات الهامة التي اهتم بها العلماء في شتى التخصصات، لما لها من قدرة كبيرة وفعالة على عملية الاتصال والتوافق مع الآخرين. تطور النمو اللغوي من أهم المهارات التي تساعد الطفل على التواصل الجيد بينه وبين العالم من حوله، فاللغة هي شكل من أشكال التواصل اللغوي المتميز باستخدام الكلمات بطريقة منظمة متميزة. لنتعرف على أسباب الإصابة به وكيفية الوقاية منه وأهم أمراض الكلام.
ما هو تأخر النمو اللغوي عند الأطفال؟
اللغة هي السمة المميزة التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، وهي وسيلة أساسية في الاتصال الاجتماعي والتعبير عن الذات. تنقسم من حيث طبيعتها إلى:
Receptive Language
تعني اللغة الاستقبالية، وهي قدرة الطفل على سماع وفهم اللغة دون التلفظ بها.
Expressive Language
اللغة التعبيرية، وهي تلك اللغة التي تتمثل في قدرة الفرد على نطق اللغة وكتابة اللغة ولغة الإشارة.
أما delayed language development فهو اضطراب اللغة ويكون فيها الطفل غير قادر على تطوير قدراته اللغوية في الفترة المعتادة المناسبة للعمر في الجدول الزمني للتطور، فقد يكون قد تعرض للتأخر في اللغة إذا لم يفي بمراحل النمو الخاص باللغة، أو قد تتطور قدراته اللغوية بمعدل أبطأ من معظم الأطفال، وقد يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم أو فهم الآخرين.تأخر النمو اللغوي؛ أسباب الإصابة به
“اقرأ أيضًا: 10 نصائح لحل مشكلة النوم عند طفلك، كيف اعرف فصلي من نظام نور“
أعمار الأطفال وأمراض الكلام
- من عمر 12 شهرًا لم يصرح بعد بكلمته الأولى ويستخدم في الغالب إيماءات للتواصل (مثل الإشارة والتلويح).
- من عمر 18 شهرًا ولديه أقل من 50 كلمة.
- طفل يبلغ من العمر عامين ولديه أقل من 200 كلمة أو لم يتمكن بعد من ربط الكلمات لتكوين عبارات قصيرة.
بينما تمت الإشارة لتطور النمو اللغوي للأطفال العاديين إلى ما يلي:
ظهور بعض الأصوات والابتسامة في عمر ثلاث شهور، ثم ينتقل إلى المناغاة والتعبير عن الفرح في الشهر السادس، انتقالًا إلى تتبع الأصوات التي يسمعها بعينيه، ثم يبدأ بتقليد الأصوات في بداية العام الأول والتلفظ بأول الكلمات البسيطة، ليتمكن من ربط الكلمات ببعضها لتكوين الجمل القصيرة في بداية العام الثاني.
“اقرأ أيضًا: شاي بذور الحلبة الصحية و 13 فائدة ستثير اهتمامك وتدهشك“
أسباب تاخر النمو اللغوي
ضعف السمع أحد أسباب الإصابة
فيما يلي أهم 5 عوامل قد تسببه:
ضعف حاسة السمع وdelayed language development
فأغلب الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع يصابون بهذه المشكلة وذلك لعدم تمكنهم من سماع لغة التواصل بشكل جيد.
التوحد يسبب تأخر النمو اللغوي
لما له من تأثير كبير على التواصل.
الإعاقة الذهنية
فالنقص في القدرة العقلية يؤثر على اكتساب اللغة والقدرة على استعمالها.
التاريخ الوراثي للعائلة
فأغلب أطفال الأفراد الذين يعانون من مشاكل لغوية يكونون أكثر عرضة لتأخر النمو اللغوي.
مشاهدة التليفزيون
وفقا لما ذكرته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فإن المشاهدة التلفزيونية المفرطة تؤدي لتأخر تطور اللغة، فالأطفال الذين يشاهدون التليفزيون بمفردهم يزيد احتمال تأخرهم في اللغة بنسبة 8.47 مرة مقارنة بالأطفال الذين تفاعلوا مع مقدمي الرعاية أثناء مشاهدة التلفزيون.
“اقرأ أيضًا: 10 أنشطة ممتعة لطفلك واستغلال أوقات المنزل، كيف أعرف أني حامل“
كيف نحمي أطفالنا من تأخر النمو اللغوي؟
إن وجود مشكلة كتأخر النمو اللغوي لا ينبغي السكوت عنها أو الانتظار مدة من الوقت ليكتسب الطفل اللغة من تلقاء نفسه من دون إرشاد وتوجيه. بل لابد من تدخل كافة الكوادر التي تسهم في مساعدة الطفل على تنمية مهاراته اللغوية، بداية من الأسرة التي ينبغي عليها عزل الطفل عن جميع المثيرات التي يحتمل أن تشتت انتباهه، واصطحاب الطفل معهم أثناء أداء المهام، وشرح جميع المهام للطفل بشكل مبسط.
كما ينبغي التوجه إلى الطبيب المختص للتأكد من سلامة حاسة السمع وخلوها من أي مشاكل، ثم التوجه إلى أخصائيين أمراض النطق والتخاطب لإجراء العديد من الاختبارات والتقييمات كتقييمات تأخر النمو اللغوي وغيرها من الاختبارات التي توضح مدى تأخر الطفل في النمو اللغوي وكيفية البدء معه.
“اقرأ أيضًا: التوحد، خلع الولادة، خطوات تسجيل الدخول على منصة مدرستي التعليمية“
ما هو تقييم تأخر النمو اللغوي؟
طرق تقييم تأخر النمو اللغوي
هو عبارة عن مجموعة من البنود المتدرجة من السهولة إلى الصعوبة، لتحديد مدى التأخر لدى الطفل، وتكون على هيئة صور لمجموعات مضمونية تتألف من:
مجموعات منفصلة
كالطيور والحيوانات والخضروات والفاكهة.
مجموعة أخرى لتقييم اللغة الاستقبالية
كتقييم مدى فهم الجمل القصيرة ثم الأطول فالأطول.
أخرى لتقييم اللغة التعبيرية
كقدرة الطفل في التعريف عن نفسه، والتعبير عن الأرقام والمتضادات. بناء على درجات تقييم الطفل في تقييم النمو اللغوي، يتم وضع خطة قصيرة وطويلة المدى للتدخل التخاطبي، وذلك لمساعدة الطفل على تنمية مهاراته اللغوية.
قد لا نستطيع دائمًا منع ووقاية أطفالنا من تأخر النمو اللغوي، لكن إن اتبعنا بعض الإرشادات كالتحدث مع الأطفال منذ الولادة، والإجابة على جميع أسئلتهم، والغناء والقراءة بصوت عالي للأطفال، وعدم الملل من ثرثراتهم، فربما يقلل ذلك من نسبة إصابة الأطفال به وحصولهم على فرصة أكبر في التعبير عن أنفسهم وفهم العالم من حولهم