التهابات ما بعد الولادة؛ أسبابها وتشخيصها وطرق علاجها

التهابات ما بعد الولادة؛ أسبابها وتشخيصها وطرق علاجها

التهابات ما بعد الولادة؛ كيف يتم تشخيص هذه الالتهابات، بعض العلامات التي تدل على الإصابة بها، نصائح موجهة للمرأة للتغلب عليها، تفاصيل العلاج.

التهابات ما بعد الولادة – postpartum infections من أخطر المضاعفات التي يجب التعامل معها بعد الولادة، وهذه الالتهابات على الرغم من سهولة علاجها إلا أنه في حال تأخر تشخيصها وعلاجها بالطريقة المناسبة قد تكون مهددة لحياة الأم؛ لذلك في هذا المقال سنلقي الضوء على بعض المعلومات الهامة التي تخص التهابات ما بعد الولادة والتي تتضمن كيفية التعرف عليها، أهم أعراضها، أسباب ظهورها، وكيفية علاجها، وأهم 4 نصائح لمنع حدوثها.


تعريف التهابات ما بعد الولادة

هي مجموعة من الالتهابات التي تصيب الأم في الأسابيع الأولى من الولادة في أجزاء مختلفة من الجسم، والتي تستدعي الذهاب الفوري إلى الطبيب لتشخيصها وعلاجها؛ لأن إهمالها قد يؤدي إلى الوفاة طبقاً للدراسات التي أُجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تُقدر نسبة وفاة الأمهات بسبب عدوى الحمل بنسبة 10% وهي نسبة لا يجب أبداً إهمالها.


أنواع شائعة من التهابات ما بعد الولادةمكبر على الرحم يكشف عن التهابات ما بعد الولادة التي تسببها البكتيريا

هناك أنواع مختلفة من التهابات ما بعد الولادة التي تصيب الأمهات، وأشهر هذه الالتهابات وأكثرها شيوعاً ما يلي:

  • التهاب بطانة الرحم بعد الولادة.

وهي عدوى تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي العلوي والذي يتضمن بطانة الرحم، وعضلة الرحم، والأنسجة المحيطة به، وحسب الدراسات فإن نسبة الإصابة بالتهابات بطانة الرحم مع الولادة الطبيعية تتراوح بين (1-3) %، بينما نسبتها مع العملية القيصرية تزيد إلى 5 أو 10 مرات عن الولادة الطبيعية.

التهاب بطانة الرحم هي عدوى خطيرة مُحتملة بعد الولادة، وقد تتطلب دخول المستشفى للحصول على الرعاية المطلوبة.
  • التهاب الثدي.

التهابات الثدي المعروفة أيضًا باسم التهاب الضرع النفاسي، وهي عدوى موضعية تصيب الثدي، وعادة ما تحدث بسبب البكتريا الحية على جلد المريضة أو البكتريا من فم الأطفال عند الرضاعة، تتسبب هذه البكتيريا في تآكل أو تشقق الحلمة مما يؤدي إلى حدوث الإصابة، وعادة ما يُعالج الطبيب هذه الحالة باستخدام المضادات الحيوية التي تعطى عن طريق الفم مثل: ديكلوكساسيللين، ويمكن حقن الوريد بالمضادات الحيوية في حال لم تعطى الأقراص النتيجة المرجوة.

  • عدوى مكان جرح القيصرية.

هي نوع من أنواع العدوى الذي يحدث بعد الولادة القيصرية والذي يصيب منطقة الشق (الجرح) في جسم المرأة، ويمكن تمييز التهاب جرح الولادة مباشرة من خلال بعض الأعراض المختلفة مثل: احمرار موضع الشق، الحمى، وآلام أسفل البطن، ويكون الخط الأول لعلاج هذا النوع من الالتهابات هو استخدام المضادات الحيوية.

  • عدوى العجان.

تصيب هذه العدوى منطقة العجان وتتراوح شدتها من الخفيفة إلى الشديدة، وتزيد حدتها في حال وجود بعض المشاكل الصحية مثل: مرض السكري وارتفاع ضغط الدم؛ لذلك يجب على السيدات الاهتمام بالعلاج الموصوف لها وعدم إهمال الذهاب إلى الطبيب، والالتزام بنصائحة خاصة إذا كانت تعاني من أي من الأمراض المزمنة السابق ذكرها.

  • التهابات المسالك البولية.

هي عدوى تصيب النساء بعد الولادة المهبلية أو القيصرية، والتي قد يوصي الطبيب الأم فيها بالتوقف عن الرضاعة الطبيعية حتى تمام الشفاء، يشبه هذا النوع التهابات بطانة الرحم إلى حد كبير ويمكن علاجه باستخدام المضادات الحيوية، ويجب عدم إهماله والذهاب إلى الطبيب في حال عدم تحسن الأعراض.

“اقرأ أيضاً: تحجر بطن الحامل خلال أشهر الحمل


أشكال الأخرى من لالتهابات بعد الولادة

هناك بعض الأشكال الأخرى للعدوى التي تصيب السيدة بعد الولادة وهي:

  1. عدوى عنق الرحم.
  2. الإصابة بعدوى في الوريد.
  3. إصابة الأنسجة الرخوة مما يؤدي إلى العدوى فيها.

“اقرأ أيضاً: علامات الحمل بولد


اعراض تميز التهابات ما بعد الولادة

هناك العديد من الأعراض التي تميز الالتهابات الظاهرة بعد الولاده وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • صداع الرأس.
  • الإفرازات المهبلية كريهة الرائحة.
  • الشعور بألم في الحوض نتيجة تورم الرحم.
  • تزداد مع هذه الالتهابات الحكة والشعور بعدم الراحة.
  • حمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم).
  • الإمساك.
  • إفرازات دموية من المهبل.
  • ألم في أحد الثديين أو كليهما.
  • شحوب الجلد نتيجة فقدان كمية كبيرة من الدم.
  • فقدان الشهية.
  • مشكلة عند التبول.
  • أعراض البرد من احتقان الأنف وألم في الجسم.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • قشعريرة.
يجب على السيدة الانتباه إلى هذه الأعراض ومتابعتها بعد أيام الحمل لأن ظهورها قد يستغرق بعض الوقت، ويجب فحص جميع هذه الأعراض قبل الخروج من المستشفى ومتابعتها في المنزل والذهاب إلى الطبيب فور ظهور أي منها.

تشخيص عدوى التهابات ما بعد الولادةطبيبة تشرح لسيدة ملف طبي فيه رسمة للرحم

عادة ما يقوم الطبيب بتشخيص عدوى التي تصيب السيدة بعد ولادة الطفل من خلال إجراء الفحوصات البدنية، بجانب ذلك وللتأكد من التشخيص ووصف العلاج المناسب يوصي الطبيب بفحص عينة من البول، وأخرى من الدم لاختبار البكتيريا، كما يمكن أو يوصي بأخذ مسحة قطنية من الرحم لعمل مزرعة.

“اقرأ أيضاً: الأكل بعد الولادة القيصرية


اسباب حدوث التهابات النفاس

تحدث هذه الالتهابات على الأرجح بسبب البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى التي توجد على سطح الجلد عند الأم أو تلك الموجودة في فم الطفل، والتي تصل إلى الأم أثناء الرضاعة الطبيعية، وهذه البكتيريا التي تسبب الالتهابات تجد فرصة جيدة للنمو والتكاثر في المناطق الرطبة والدافئة.

“اقرأ أيضاً: الحمل في سن الثلاثين


علاج التهابات ما بعد الولادة

يمكن أن تصبح عدوى ما بعد الولادة خطيرة أو تكون مهددة للحياة، لذلك تتطلب دائماً العلاج بالمضادات الحيوية وعادة ما تُعالج هذه الالتهابات بشكل طبيعي باستخدام المضاد الحيوي المناسب، وغالباً ما يبدأ الطبيب بأقراص الفم من الكليندامايسين أو الجنتاميسين كما يمكن أن يوصي بالحقن الوريدي مع بعض الحالات الشديدة.

معظم هذه المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج التهابات ما بعد الولادة آمنة أثناء الرضاعة الطبيعية، ولكن لا يزال يلزم المريضة مراجعة الدواء مع طبيبها والتأكد من أن العلاج الموصى به متوافق مع الرضاعة الطبيعية، فعلى سبيل المثال المضادات الحيوية مثل سيبروفلوكساسين وأوفلوكساسين.

على الرغم من أنها آمنة للأمهات المرضعات إلا أنه لا يوصى بها عادةً كعلاج أولي، وفي حال استخدامها يوصي الطبيب الأم بإفراغ ثديها لمدة ساعتين على الأقل بعد الجرعة وقبل إعطاء صغيرها.

عادة ما يجري الطبيب مزرعة للبكتريا لاختيار نوع المضاد الحيوي المناسب لعلاجها ولتمام التعافي من هذه الالتهابات.

هل هناك عوامل تزيد من خطر التعرض لالتهابات ما بعد الولادة؟

نعم هناك عدة عوامل يؤدي توفرها إلى زيادة احتمالية ظهور التهابات ما بعد الولادة، ومثال عليها:

  • إجراء فحوصات مهبلية متعددة أثناء المخاض.
  • فقر دم.
  • السمنة.
  • الإصابة مسبقاً بالتهاب المهبل الجرثومي.
  • تأخر تمزق الكيس الأمنيوسي.
  • وجود نزيف حاد بعد الولادة.

مضاعفات إهمال التهابات ما بعد الولادةسيدة في مشفى تتألم من بطنها والممرضة بجانبها تساعدها

على الرغم من أن ظهور أحد هذه المضاعفات نادر، إلا أنه يمكن تفاديها بسهولة عن طريق الذهاب إلى الطبيب فور ظهور أي علامات تدل على وجود التهاب وأخذ العلاج الصحيح. وتشمل مضاعفات إهمال التهابات ما بعد الولادة ما يلي:

  • تكون خراج أو جيب يملؤه الصديد.
  • تكون جلطات الدم في أوردة الحوض.
  • التهاب بطانة البطن.
  • الانسداد الرئوي.
  • تعفن الدم (Sepsis) أو الصدمة الإنتانية وهي حالة تدخل فيها البكتيريا إلى مجرى الدم، وتسبب التهاب خطير.

4 نصائح لمنع الالتهابات ما بعد الولادة

هناك بعض النصائح التي تعمل على تقليل فرصة الإصابة بهذه الالتهابات، والتي عادة ما ينصح بها الأطباء مرضاهم ومثال عليها:

  1. اختيار مستشفى ذو جودة عالية يهتم بمكافحة العدوى لتجنب حدوث التهابات ما بعد الولادة.
  2. أخذ حمام دافئ في صباح يوم الجراحة.
  3. إزالة شعر العانة بمقص الشعر بدلاً من ماكينة الحلاقة.
  4. تناول المضادات الحيوية طويلة المدى قبل الجراحة في حال أوصى الطبيب بذلك.

في النهاية التهابات ما بعد الولادة – postpartum infections من أكثر الأشياء التي يمكنها أن تهدد حياة الأم خلال فترة ما بعد الحمل، إذا لم تُشخص مبكراً وإذا لم يعطى لها العلاج المناسب، لذلك ننصح الأمهات بمتابعة أنفسهن بدقة، وعدم التردد في الذهاب إلى الطبيب في حال وجود شيء مريب.

213 مشاهدة
فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الآن

إنضم لقناتنا على تيليجرام