الحمل العنقودي، هو عبارة عن ورم غير سرطاني يتكون داخل الرحم، ويحدث هذا الحمل نتيجة تطور المشيمة إلى مجموعة من الحويصلات بدل من تطورها لحمل سليم يحتوي على أنسجتها السليمة، وكذلك لا يوجد جنين في الحمل العنقودي الكامل بينما في الحمل الجزئي منه تكون هناك أنسجة مشيمة سليمة وأنسجة غير سليمة للجنين، لذلك لا ينشأ جنين حي بداخل الرحم، وفي بعض الحالات يتحول هذا الحمل إلى ورم سرطاني نادر لذلك يجب معالجته على الفور، وهنا نقدم إليك أبرز 3 أسباب لهذا النوع من الحمل وأعراضه وطريقة علاجه.
أعراض الحمل العنقودي
يظهر في المرحلة الأولى من هذا الحمل الأعراض السليمة للحمل بشكل عام، ولكن يبدأ بعدها بظهور الأعراض الخاصة بهذا الحمل والتي تشمل ما يلي:
- نزيف مهبلي يتميز بلونه البني الداكن أو اللون الأحمر الفاتح يظهر في الثلث الأول من الحمل.
- خروج كيس يشبه العنب في شكله بالإضافة إلى الشعور بالغثيان القوي والتقيؤ.
- الشعور بألم قوي في منطقة الحوض وكذلك الشعور بضغط قوي فيها.
- تضخم كبير وسريع في حجم الرحم بالمقارنة بحجمه الطبيعي الذي يكون عليه في المرحلة الأولى من الحمل الطبيعي.
- تسمم الحمل مع ارتفاع في ضغط الدم وكذلك تكيسات في المبيض.
- فرط في نشاط الغدة الدرقية وكذلك الإصابة بفقر الدم.
- يكون شكل المشيمة سميك ومليء بالكيسات.
“اطلع على: فقر الدم للحامل“
أسباب وخطر وعوامل الحمل العنقودي
الحمل السليم بشكل عام يكون عبارة عن تلقيح بويضة الأم بواسطة الحيوان المنوي للأب، وتكون البويضة بوقتها تحتوي على 46 كوروسوم منها 23 من الأب و23 من الأم، ومن أبرز 3 أسباب لهذا النوع من حملك وأهم 3 عوامل هي:
- يكون مصدر الكوروسومات جميعها من الأب في الحمل الكامل منه، وذلك بسبب فقد مصدر الكروسومات من الأم وتضاعفها من جهة الأب.
- لا تفقد الكروسومات التي يكون مصدرها من الأم في الحمل الجزئي منه ولكن تتضاعف الكروسومات من جهة الأب بمعنى أن البويضة الملقحة تحتوي على 69 صبغياً.
- تلقح البويضة في الحمل الجزئي منه بحيوانين منويين مختلفين عندما يكون عدد الكورسومات مضاعف من جهة الأب.
أما عوامل خطر هذا النوع من الحمل والاي تؤدي إلى حدوثه فيكون كالتالي:
- العمر، يكون الحمل العداري منتشر بشكل أكبر لدى النساء اللاتي وصلن إلى عمر 35 أو أكثر أو لدى النساء اللاتي دون عمر 20.
- حمل سابق عداري، يصيب هذا النوع من الحمل النساء اللاتي أصبن بحمل عداري في السابق.
- يصيب الحمل العداري النساء اللاتي أصلهن من جنوب شرق آسيا فهو شائع هناك.
“اقرأ كذلك: العقم عند النساء“
مضاعفات حالة الحمل العنقودية
هناك نسبة 10% من الحالات بعد إجهاض هذا الحمل والتخلص من أنسجة المشيمة المريضة، تبقى هناك داخل الرحم أنسجة عدارية تستمر في نموها، ويمكن الكشف عن ذلك من خلال فحص الدم الذي يظهر معدل مرتفع لهرمون الحمل، وفي حال اختراق الأنسجة العدارية طبقات الرحم يحدث نزيف مهبلي، وكذلك تحدث بعض الحالات النادرة التي يمكن أن تتطور فيها الأنسجة العدارية وتصبح أنسجة مشيمائية سرطانية، ويمكن أن تنشر في بعض أعضاء الجسم، وتعتمد علاج السرطانة المشيمائية على دمج الأدوية الكيماوية وغالباً ما ينجح هذا العلاج.
“قد يهمك: الولادة المبكرة“
تشخيص الحمل العنقودي
يمكن الكشف عن وجود هذا الحمل من خلال فحص الموجات فوق الصوتية عبر المهبل، ويمكن ملاحظة عدم وجود الجنين وكذلك عدم وجود السائل السلوي (amniotic fluid) وغيرها من أعراض الحمل الطبيعية، كما يمكن إجراء الفحوصات التالية:
- اختبار مستوى هرمون الغدة الدرقية أحد طرق تشخيص الحمل العنقودي.
- فحص قوة الدم في الجسم.
- اختبار تسمم الحمل.
“يمكنك الاطلاع على: الطلق الصناعي والرحم مقفل“
علاج الحمل العنقودي
لا يكون هناك أي احتمالية في تطور الحمل العنقودي وتحوله إلى حمل طبيعي وسليم، لذلك يجب التخلص من هذا الحمل بشكل سريع، ويكون ذلك من خلال إجراء عملية جراحية تحت التخدير العام أو الموضعي، وتكون مدة العملية الجراحية قصيرة يمكن أن تستغرق ربع ساعة أو نصفها، وعادة ما يتم إجراء هذه العملية من خلال المهبل ولا يتم شق البطن إلا في حال كان حجم الأنسجة العدارية كبير بحالة الحمل العنقودي ولا ترغب السيدة في الإنجاب يمكن شق البطن واسئصال الرحم بشكل كامل، وبعد العملية الجراحية يتم متابعة مستوى هرمون الحمل من خلال الدم، وذلك للتأكد من الإزالة الكاملة للأنسجة العدارية، وبعد عودة هرمون الحمل إلى وضعه الطبيعي تتم متابعة الحالة لمدة ستة أشهر أو سنة كاملة وعادة ما ينصح الطبيب المتابع للحالة بعدم الحمل في هذه الفترة ليتأكد بشكل تام من أن زيادة ارتفاع هرمون الحمل غير ناتج عن تطور جديد للأنسجة العدارية، وقد تتطلب هذه الحالة علاج كيماوي يتكلل بالنجاح.
هل يمكن الشفاء من الحمل العنقودي؟
هل يمكن أن يتكرر الحمل العنقودي؟
في ختام مقالتنا التي تحدثت عن الحمل العنقودي وبعد معرفة الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذا النوع من الحمل وكذلك الأعراض والمضاعفات والتشخيص له، يمكن الإشارة إلى أنه لا توجد طريقة معينة للوقاية من هذا الحمل ولكن يجب على السيدة التي أصيبت بهذا الحمل متابعة نفسها من خلال الكشف الدوري عند الطبيب.