الحمل خارج الرحم – ectopic pregnancy من المصطلحات التي أصبحنا نسمع عنها بكثرة في هذا الوقت، فما هو؟ وكيف يحدث هذا الحمل الخارجي؟ وما هي أهم أسبابه؟ وهل يمكن إنقاذ الطفل الناتج عنه؟ وما هي الطرق المناسبة والصحيحة لعلاجه؟ كل هذه الأسئلة وما هي 8 أسباب لحدوثه مع السيدات وأكثر سنجيب عليها بالتفصيل في هذا المقال.
كيف يحدث الحمل خارج الرحم؟
يحدث الحمل خارج الرحم عندما تزرع البويضة الملقحة نفسها في بنية لا تدعم نموها مثل قناتي فالوب أو على المبيضين أو في التجويف البطني، حيث أن المكان الرئيسي الذي تحدث فيه معظم حالات الحمل خارج الرحم هو قنوات فالوب، وقناتي فالوب هي الأنابيب التي تربط المبايض بالرحم.
عندما تنزرع البويضة داخل إحداها يكون من الصعب عليها أن تتطور مع الطفل؛ لأن هذه القنوات غير مكيفة على النمو والتمدد مثل الرحم؛ لذلك عادة ما ينصح الطبيب بإزالة هذه البويضة الملقحة باستخدام بعض الأدوية أو العمليات الجراحية؛ لأن هذا الحمل لا يستمر في الغالب حتى نهايتة لأنه خطر على المرأة وخطر على حياة الطفل أيضاً.
خطورة الحمل خارج الرحم
الحمل خارج الرحم يعتبر حالة طبية طارئة، لأنه من الطبيعي أن تنغرس البويضة الملقحة وتنمو في الرحم لأن الرحم مناسب لاستيعاب الجنين المتنامي، فهو عضو يمكنه أن يتمدد ويتوسع مع نمو الجنين، على خلاف قناتي فالوب فهما غير مرنتا ولا يستطيعان التكيف مع كبر حجم الجنين، وبالتالي فإن نمو البويضة المخصبة بهما يمكن أن يؤدي إلى انفجارهما والذي يسبب نزيف داخلي غزير يمكن أن يهدد حياة الأم.
“اقرأ أيضاً: تغير نوع الجنين أثناء الحمل هل هو ممكن؟“
8 أسباب لحدوث الحمل خارج الرحم
على الرغم من أن السبب في حدوث الحمل الخارجي يكون غير واضح في بعض الأحيان، إلا أنه هناك بعض الأسباب التي يؤدي توفرها إلى حدوثه ومثال عليها:
- وجود ظروف تبطئ أو تُعيق حركة البويضة عبر قناة فالوب إلى الرحم مثل: وجود مشكلة في قناتي فالوب مثل ضيقهما أو انسدادهما.
- وجود تاريخ لحدوث الحمل الخارجي، والذي يزيد من فرصة تكراره بنسبة تصل إلى 10%.
- تشخيص السيدة بالتهاب في الجهاز التناسلي، أو كما يعرف باسم مرض التهاب الحوض (PID).
- الخضوع لجراحة سابقة في أحد قنوات فالوب.
- الحمل أثناء استخدام اللولب الرحمي (IUD)، من أكثر الأشياء التي تسبب الحمل الخارجي.
- بعض علاجات الخصوبة والتي تعمل على تحفيز الإباضة، يمكن أن تزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم.
- كبر العمر هو الآخر يعد من مسببات الحمل الخارجي، حيث تزيد نسبة حدوثه في حال كانت السيدة تبلغ سن 35 عام أو أكثر.
- التدخين.
“اقرأ أيضاً: الحمل الكاذب“
أشهر أعراض الحمل خارج الرحم
لدى معظم الحالات لا يسبب الحمل الخارجي في أوله أعراض يمكن من خلالها اكتشافه، لذلك غالباً ما يكتشف الطبيب هذا الحمل أثناء الفحص الروتيني للسيدة خلال أشهر الحمل، ويمكن لبعض الأعراض أن تظهر وتتطور بين الأسبوع الرابع والثاني عشر من الحمل، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- ألم في الكتف.
- إفرازات مهبلية بنية اللون.
- النزيف المهبلي.
- آلام البطن المرتكزة على جانب واحد.
- الشعور بعدم راحة عند التبول أو التبرز.
“اقرأ أيضاً: البواسير بعد الولادة“
تشخيص الحمل خارج الرحم
عادةً ما يقوم الطبيب أولاً بالتأكد من وجود حمل قبل البحث في إمكانية حدوث حمل خارج الرحم، وتشمل الاختبارات التي يوصي بها الطبيب ما يلي:
- فحص الدم: لمعرفة مقدار هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG) الموجودة في الجسم، والذي يتم إنتاجه أثناء الحمل.
- اختبارات البول: للتأكد من وجود حمل.
- الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية: وفيه يقوم الطبيب بتصوير بنية الجسم الداخلية، ويستخدم الطبيب هذا الفحص لمعرفة مكان انغراس البويضة الملقحة.
“اقرأ أيضاً: علاج تأخر الحمل“
كيفية التعامل مع الحمل خارج الرحم
هناك علاجان رئيسيان يفكر بها الدكتور في حال وجود حالة تعاني من الحمل الخارجي، عادة ما يبدأ الطبيب خطوات العلاج بالمراقبة عن قرب أولاً ليتابع البويضة ولينتبه لها في حال ذوبانها من تلقاء نفسها، وفي حال لم يحدث ذلك يوصي الطبيب بإحدى هذه العلاجات وهي:
- استخدام بعض الأدوية: في حال لم تذب البويضة من تلقاء نفسها يستخدم الطبيب عادة حقنة الميثوتريكسات لوقف الحمل.
- الجراحة: وهي حل آخر للتحكم في الحمل خارج الرحم، وفيها يتم إجراء تنظير للبطن تحت التخدير العام؛ لإزالة البويضة الملقحة من قناة فالوب.
“اقرأ أيضاً: أعشاب النفاس“
متى يجب التواصل مع الطبيب بسرعة؟
هناك مجموعة من الأعراض الخطرة والتي تنبه الأم إلى احتمال تمزق قناة فالوب، وهذا الأمر خطير ويحتاج إلى تدخل سريع لعلاجه وللتعامل معه، ومن أهم الأعراض المنبه للخطر:
- شحوب لون البشرة.
- الإحساس بالتعب المفاجئ.
- ألم حاد ومفاجئ وشديد في البطن.
- الشعور بدوار شديد أو إغماء.
المساعدة والدعم بعد انتهاء الحمل الخارجي
تواجه الأم بعض الأيام الصعبة بعد فقدان الطفل ولكن يجب عليها أن تأخذ الوقت الكافي الذي تحتاجه للتعافي، وأن تسمح لنفسها بإخراج هذه المشاعر السلبية، وأن لا تتردد في طلب المساعدة من المختصين في حال الحاجة إليها، وأن تستمع إلى ما يوصون به من علاج وجلسات في حال لزم الأمر لذلك.
التفكير في محاولة إنجاب طفل آخر
يمكن للسيدة التفكير في محاولة إنجاب طفل آخر في حال كانت هي وزوجها على استعداد نفسي وعاطفي للمحاولة مرة أخرى، ولكن ينصح العديد من الأطباء بالانتظار مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر خاصة في حال استخدام الميثوتريكسات؛ لتفادي تأثيره الضار على الجنين الجديد.
الخبر الجيد هنا أنك تستطيعين إنجاب طفل سليم بصورة طبيعية مع استخدام بعض أدوية الخصوبة، وفي حال حدث الحمل مرة أخرى يجب على السيدة التي لها تاريخ في الحمل خارج الرحم أن تخبر الطبيب عن الحمل السابق؛ للقيام بالفحوصات (Medical test) مبكراً وللتحقق من أن كل شيء على ما يرام.
هل يمكن أن يستمر الحمل خارج الرحم حتى نهايته؟
متى يمكن للطبيب اكتشاف الحمل خارج الرحم؟
في النهاية الحمل خارج الرحم – ectopic pregnancy من الأشياء الخطيرة التي قد تتعرض لها النساء أثناء الحمل، والذي عادة ما يشخصه الطبيب أثناء الزيارة الدورية للمتابعة، وهو من الحالات التي تحتاج التعامل السريع معها لأن إهمالها قد يشكل خطر على حياة الأم.